التشنجات الحرارية في الأطفال: الأسباب، الأنواع والعلاج
التشنجات الحرارية هي حالة شائعة تصيب الأطفال تحت سن خمس سنوات، حيث تحدث التشنجات نتيجة لارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية. في هذا المقال، سنتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، أنواعها، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.
ما هي التشنجات الحرارية؟
التشنجات الحرارية هي تشنجات تحدث للأطفال في مرحلة عمرية محددة، وتكون مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية. وتعد هذه الحالة من أكثر الحالات شيوعًا بين الأطفال في سن صغير، حيث تتراوح نسبة حدوثها بين 2% إلى 4% من الأطفال تحت سن 5 سنوات. عادةً ما تكون هذه التشنجات مؤقتة وتختفي مع تقدم الطفل في العمر. وعلى الرغم من أن التشنجات الحرارية يمكن أن تكون مرعبة للأهل، إلا أن معظم الأطفال الذين يصابون بها لا يعانون من أي مشاكل صحية دائمة نتيجة لذلك.
أسباب التشنجات المرتبطة بالحرارة
تعد الحمى أحد الأسباب الرئيسية وراء حدوث التشنجات في الأطفال. الحمى هي رد فعل طبيعي من الجسم لمكافحة العدوى، وهي في حد ذاتها ليست مرضًا بل عرض لمرض آخر. عادةً ما ترتفع درجة الحرارة نتيجة للعدوى مثل نزلات البرد، التهاب الأذن، أو التهاب الحلق. كما أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من هذه التشنجات يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
من الأسباب الأخرى التي قد تساهم في حدوث التشنجات الحرارية هي التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة. على سبيل المثال، إذا ارتفعت درجة حرارة الطفل بشكل سريع، قد يؤدي ذلك إلى تحفيز التشنجات. كما أن هناك بعض الحالات المرضية الأخرى التي قد تسهم في هذه التشنجات مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
أنواع التشنجات الحرارية
هناك نوعان رئيسيان للتشنجات التي تحدث مع الحمى:
- التشنجات البسيطة
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، حيث تستمر النوبة أقل من 15 دقيقة وتحدث مرة واحدة فقط خلال 24 ساعة. في التشنجات البسيطة، يكون التشنج عامًا، أي أن الجسم كله يتأثر. وغالبًا ما يعود الطفل إلى حالته الطبيعية بعد النوبة، ولكن قد يشعر بالخمول أو ينام لفترة قصيرة بعد ذلك. - التشنجات المعقدة
تحدث هذه النوبات في جزء من الجسم، مثل ذراع أو نصف الجسم، وتستمر أكثر من 15 دقيقة. قد تتكرر النوبة أكثر من مرة خلال 24 ساعة. على الرغم من أنها أقل شيوعًا، إلا أنها تتطلب متابعة دقيقة من قبل الأطباء. الأطفال الذين يعانون من التشنجات المعقدة قد يحتاجون إلى علاج مستمر ومراقبة صحية دقيقة لتحديد ما إذا كان هناك مشكلات صحية أخرى.
شروط تشخيص التشنجات المرتبطة بالحرارة
لتشخيص هذه التشنجات، يجب أن تتوافر بعض الشروط الأساسية:
- العمر: يجب أن يكون الطفل بين 6 أشهر وخمس سنوات.
- ارتفاع درجة الحرارة: يجب أن تكون درجة حرارة الطفل أكثر من 38 درجة مئوية.
- استبعاد الأسباب الأخرى: من المهم استبعاد وجود عدوى أو التهاب في المخ، مثل التهاب السحايا، حيث يمكن أن يؤدي إلى أعراض مشابهة للتشنجات.
- استبعاد مشاكل التمثيل الغذائي: مثل نقص السكر في الدم، الذي قد يؤدي إلى حدوث التشنجات.
عوامل زيادة فرصة تكرار التشنجات الحرارية
تزيد بعض العوامل من احتمالية تكرار هذه التشنجات لدى الطفل:
- حدوث النوبة في سن صغير: الأطفال الذين يصابون بهذه التشنجات في سن صغير (أقل من سنة) يكون لديهم فرصة أكبر لتكرارها.
- وجود تاريخ عائلي للتشنجات: إذا كان هناك أفراد في العائلة قد أصيبوا سابقًا بتشنجات حرارية، فهذا يزيد من فرصة إصابة الطفل بها.
- حدوث التشنج بعد فترة قصيرة من ارتفاع درجة الحرارة: إذا ارتفعت درجة الحرارة بسرعة كبيرة ثم حدثت التشنجات في وقت مبكر بعد ارتفاع الحرارة، فهذا يشير إلى احتمالية حدوث نوبات متكررة.
هل التشنجات الحرارية قابلة للشفاء التام؟
أظهرت الدراسات أن معظم الأطفال الذين يصابون بالتشنجات البسيطة لا يعانون من مشاكل صحية طويلة الأمد. ومع ذلك، هناك خطر ضئيل بحدوث الصرع المستقبلي في بعض الحالات، خاصةً إذا كانت النوبات معقدة أو إذا كان هناك تأخر في النمو لدى الطفل. في معظم الحالات، عندما يكون التشخيص دقيقًا ويتم مراقبة الطفل بعناية، فإن التشنجات الحرارية لا تؤدي إلى مشاكل دائمة.
كيفية التعامل مع التشنجات الحرارية؟
عند حدوث التشنج، يجب أن تتبع الخطوات التالية:
- ابق هادئًا: لا داعي للذعر. قد يكون من المقلق أن ترى طفلك يعاني من نوبة تشنج، ولكن لا ينبغي أن تفقد السيطرة.
- تأكد من سلامة الطفل: ضع الطفل على سطح مستوٍ بعيدًا عن أي أجسام صلبة قد تؤذيه.
- لا تضع أي شيء في فم الطفل: لا تحاول منع التشنجات بالقوة أو وضع شيء في فم الطفل. قد يؤدي ذلك إلى الإصابة أو إعاقة التنفس.
- اتصل بالطبيب فورًا: إذا كانت النوبة تستمر أكثر من 5 دقائق أو إذا تكررت النوبات، يجب الاتصال بالطبيب أو زيارة أقرب مستشفى.
الوقاية والعلاج
التشنجات الحرارية البسيطة عادةً ما تختفي مع تقدم الطفل في العمر. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية لتقليل فرصة تكرار النوبات، خاصة إذا كان الطفل عرضة للتشنجات المتكررة. إذا كانت النوبات شديدة أو متكررة، قد يتم استخدام الأدوية المضادة للتشنجات. من الضروري متابعة الطفل بشكل دوري لضمان عدم حدوث أي مضاعفات صحية.
الختام
التشنجات المرتبطة بالحرارة هي حالة قد تكون مقلقة، لكنها نادرًا ما تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد. ومع ذلك، من المهم متابعة الطفل بشكل دقيق إذا حدثت النوبات. إن التشخيص المبكر والرعاية الصحية الجيدة يمكن أن تساهم في تقليل مخاطر حدوث نوبات متكررة أو تطور مشاكل صحية أخرى.
Comments are closed